شرح صدره لأنه هداه في قولهم، وضيّق صدره لأنه أضلّه، وفيه وصف الله تعالى بفعل هو محال، وفيه إبطال تقسيم الله تعالى الخلق على ما سبق بيانه، وهذا كله كفر، نعوذ بالله من الخذلان.
وأما قولهم: (ويضلّ من يشاء، ويخذل ويبتلي من يشاء، عدلا) .
قال أبو حفص: وهذا منهم بيان أنّ الله تعالى بالخذلان والإضلال لا يكون ظالما، لما أنّ الظّلم وضع الشيء في غير موضعه، والله تعالى وضع التصرّف في ملكه بما سبق علمه فيهم بما يكون منهم من الكفر والعصيان عن اختيار لا عن جبر واضطرار، فلا يكون ظالما، لأنه لم يعاقب على فعل ما أمر، وعلى الانتهاء عمّا نهى عنه.
وأما قولهم: (وهم يتقلّبون في مشيئته بين فضله وعدله)
قال القاضي أبو حفص الغزنويّ وسيف الحق وغيرهما: هذا منهم بيان أنّ خلق فعل الاهتداء فيهم لم يكن واجبا عليه، إذ لا موجب في الحقيقة غير الله تعالى، فمن هداه