فهرس الكتاب
الصفحة 20 من 143

والحياة في ذات واحد في وقت واحد، كذلك تأبى قبول قول من يجوز ثبوت العلم والقدرة للميّت، فلو جاز اجتماع العلم والقدرة مع الموت، لجاز أنْ يكون كلّ ديباج نفيس وكلّ قصر عال في العالم كانت حاصلة عن فعل الجمادات والموت، وتجويز هذا هذيان وخروج من قضية العقول، والتحاق بالسوفسطائيّة.

فثبتَ بما بيّنا من الدلائل العقلية أنّ صانع العلم: موجود، قائم بذاته، حيّ، قديم باق، قادر، عالم.

ويستحيل وجوده من غير موجود؛ إذ لا صنع للمعدوم.

ويستحيل وجوده من غير حيّ؛ إذ الميت لا يتأتّى منه صنع.

ويستحيل وجوده من غير قائم بذاته؛ لما أنّ القائم بغيره محدث.

ويستحيل وجوده من غير قديم باق بذاته، إذ ما سواه محدث يستحيل منه أي من المحدث إيجاد المعدوم.

ويستحيل وجوده من غير قادر بذاته، إذ القادر بغيره لا يقدر على تبديل صفة ذميمة موجودة فيه، فلأنْ لا يقدر على إيجاد المعدوم أولى وأظهر.

ويستحيل وجوده من غير عالم، إذ لا يتأتّى منه إحكام الفعل وإتقانه، والعالم مفعول محكم متقن.

وأما قولهم: (قيّوم لا ينام) . أقرّوا وأثبتوا قبل هذا بأنّ صانع العالم حيّ؛ لما أنّ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام