فهرس الكتاب
الصفحة 112 من 143

أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء: 47] .

وأما إيمانهم بقراءة الكتاب؛ فلقوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} [الإسراء: 13] .

وأما إيمانهم بالثّواب والعقاب؛ فقد قدّموا في قولهم: وجزاء الأعمال، وإنما أعادوه تأكيدا ومبالغة، إذ خلق السموات والأرض وما فيهما كان للاستعباد من الأوامر والنواهي لإثبات الثواب والعقاب، وقال تعالى: {جَزَاءً وِفَاقًا} [النبأ: 26] ، فيكون جزاء التوحيد ثوابا مؤبّدا، وجزاء الكفر عقابا مؤبّدا، إذ الدّين يعتقد للأبد.

وأما إيمانهم بالصّراط، فلما ذكر أهل التفسير في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم: 71] ، فقالوا: يضرب الصّراط على متن جهنّم وله استواء وصعود، قال الله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] ، وقد تواترت الأخبار في صفة الصّراط أنه جسر ممدّد على متن جهنّم أحد من السيف، وأدقّ من الشعر، ومرور الناس عليه بأعمالهم، فمنهم من يمرّ كالبرق وكالرّيح، ومنهم من يمرّ كأجاويد الخيل، ومنهم من يتهافت فيها، وليس في العقل إنكار شيء من ذلك، إذ من تأمّل حقّ التأمّل فإنّ العقل حجّة من حجج الله تعالى، وحججه لا تتناقض.

وأما إيمانهم بالميزان والوزن؛ فلقوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام