وهو من الأسماء المضافة، وهي معدودة عند جماعة من أهل العلم في أسماء الله الحسنى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"وكذلك أسماؤه المضافة مثل: أرحم الراحمين، وخير الغافرين، ورب العالمين، ومالك يوم الدين، وأحسن الخالقين، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، ومقلب القلوب، وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة وثبت في الدعاء (1) بها بإجماع المسلمين" (2) .
وهو من الأسماء الدالة على جملة أوصاف عديدة لا على معنى مفرد كما نبَّه على ذلك ابن القيم رحمه الله في القواعد المتعلقة بأسماء الله الحسن التي ساقها في كتابه"بدائع الفوائد".
والإضافة في قوله: (ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن: 27] ، هي من باب إضافة صفاته القائمة به إليه سبحانه وتعالى: كقوله: (ذُو الرَّحْمَةِ) [الأنعام: 133] ، و (ذُو الْقُوَّةِ) [الذاريات: 58] .
فالجلال والإكرام والرحمة والقوة كلها صفات لله عز وجل مختصة به، دالة على عظمته وكماله سبحانه، بخلاف قوله تعالى: (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) [البروج: 15] ، فإنه من باب إضافة المخلوق إلى خالقه على وجه التشريف.
وفي قوله: (ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن: 27] ، جمعٌ بين نوعين من الوصف؛ كثيراً ما يقرن بينهما في القرآن الكريم، كقوله: (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) [هود: 73] ، وقوله: (فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 40] ، وقوله: (فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) [النساء: 149] ، وقوله تعالى: (وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الممتحنة: 7] ، وقوله: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) [البروج: 14] ، وهو كثير في القرآن.
(1) كذا في الأصل، ولعلها:"وثبت الدعاء بها".
(2) "مجموع الفتاوى" (22/ 485) .