وفي"الصحيحين" (1) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم اقل:"من ستر مُسلماً ستره الله يوم القيامة".
هذا؛ وإن الواجب على كل مسلم أن يستتر بستر الله عز وجل، وأن يتجنب الذنوب ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ عورته، وأن يصون عرضه، وأن يتجنب أبواب الرذائل ودروب الفساد، وأن يُقبل على ربه تائباً منيباً، وأن يرجوه سبحانه أن يحفظه بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يستر عيوبه وعورته، وأن يمنُّ عليه بالعفو والعافية، يدعو بذلك لنفسه ولمن أحب.
روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:"لم يكن رسول الله صلى الله لعيه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" (2) .
وقوله في هذا الدعاء:"اللهم استر عوراتي"فيه طلب الستر من الله عز وجل، والعورات المراد بها: عيوب الإنسان وتقصيره وكل ما يسوؤه انكشافُه، ويدخل في ذلك الحفظ من انكشاف العورة، وهي في الرجل ما بين السرة إلى الرُّكبة، وفي المرأة جميع بدنها، وحريٌّ بالمرأة المسلمة أن تواظب على هذا الدعاء، وأن تصون نفسها بالستر، وأن تضفي على نفسها جلباب الحشمة، ولا سيما في هذا الزمن الذي كثر فيه التهتُّك، وضعُف فيه الستر والحياء.
اللهم استر عيوبنا وعوراتنا، واغفر ذنوبنا وزلاتنا، واختم بالصالحات أعمالنا وأعمارنا.
(1) البخاري (رقم: 2442) ، ومسلم (رقم: 2580) .
(2) رواه الإمام أحمد (2/ 25) ، وأبو داود (رقم: 5074) ، وابن ماجه (رقم: 3871) ، وغيرهم بإسناد صحيح.