فهرس الكتاب
الصفحة 305 من 335

وفيهما (1) عن عمران بن حصين قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"الحياء لا يأتي إلا بخير"، وفي لفظ:"الحياء كله خير".

وكان عليه الصلاة والسلام أشد الناس حياءً، ففي"الصحيحين" (2) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها".

والحياء في العبد خُلق جميل يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت"رواه البخاري (3) ، أي: من لم يستحي صنع ما شاء من الفواحش والمنكرات؛ لأن الحياء هو المانع من فعلها.

وأعظم الحياء وأوجبه الحياء من الله عز وجل، ففي الترمذي وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"استحيوا من الله حق الحياء، قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء"رواه أحمد والترمذي (4) .

(1) البخاري (رقم: 5766) ، ومسلم (رقم: 37) .

(2) البخاري (رقم: 3369) ، ومسلم (رقم: 2320) .

(3) (رقم: 3296) .

(4) "المسند" (1/ 387) ، و"جامع الترمذي" (2458) وغيرهما.

وقال الترمذي:"حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد".

قال الحافظ المنذري:"أبن والصباح مختلف فيهما، وقد قيل: إن الصباح إنما رفع هذا الحديث وهماً منه، وضُعف برفعه، وصوابه موقوف". وحسنه لغيره الألباني في"صحيح الترغيب والترهيب" (3337) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام