رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أتدرون ما المُفلسُ؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أُخِذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طُرح في النار"رواه مسلم (1) .
وروى أيضاً من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لتؤذنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء" (2) .
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
أما والله إن الظلم لؤمٌ ... وما زال المسيءُ هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين يمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم
ومن كمال مجازاة الرب سبحانه في ذلك اليوم أنه يجيء بنفسه في ذلك اليوم للفصل بين العباد، قال الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) [الفجر: 22 - 24] .
فتفكر أيها العبد في هذا اليوم العظيم، وتذكر أن الرب سبحانه ديان، وأن الحقوق ستؤدي في ذلك اليوم إلى أهلها، وأن ما ثم في ذلك اليوم إلا الحسنات والسيئات.
تذكر يوم تأتي الله فرداً ... وقد نُصبت موازين القضاء
وهتكت السُّتور عن المعاصي ... وجاء الذنب منكشف الغطاء
اللهم أجرنا من خزي يوم الندامة، ومن الفضيحة يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
(1) (برقم: 2581) .
(2) "صحيح مسلم" (رقم: 2582) .