فهرس الكتاب
الصفحة 276 من 335

والديَّان: معناه المجازي المحاسب، والله جل وعلا يجمع الأولين والآخرين يوم القيامة عُراة ليس عليهم ثياب، حفاة بلا نعال، غرلا أي: غير مختتنين، بُهْما ليس معهم شيء من متاع الدنيا، ثم يجازيهم ويحاسبهم على ما قدموا في حياتهم الدنيا من أعمال، إن خيارً فخير، وإن شراً فشر.

قال الله تعالى: (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [غافر: 17] .

وقال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء: 47] .

وقال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه) [الزلزلة: 7 - 8] .

وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) [النساء: 40] .

وقال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) [آل عمران: 30] .

ويوم القيامة يسمى يوم الدِّين؛ لأنه يوم الجزاء والحساب، قال الله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ، أي: مالك يوم الجزاء على الأعمال والحساب بها، يدل على ذلك قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ) [النور: 25] ، أي: حسابهم، وقوله تعالى: (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) [غافر: 17] ، وقوله تعالى (1) : (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)

(1) . ="صحيح الترغيب والترهيب" (3608) ، وفي"ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم". وله إسناد آخر أخرجه الطبراني في"مسند الشاميين" (156) من طريق الحجاج بن دينار، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر، به مطولاً.

قال الحافظ في"الفتح" (1/ 174) :"وإسناده صالح".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام