فهرس الكتاب
الصفحة 245 من 335

وقال رحمه الله:"فإذا ضعف الإيمان صار لعدوِّهم عليهم من السبيل بحسب ما نقص من إيمانهم، فهم جعلوا لهم عليهم السبيل بما تركوه من طاعة الله تعالى، فالمؤمن عزيز عالٍ مؤيدٌ منصورٌ مكفيٌّ مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته ظاهراً وباطناً، وقد قال تعالى للمؤمنين: (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) [محمد: 35] ، فهذا الضمان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم التي هي جند من جنود الله يحفظهم بها، ولا يفردها عنهم ويقتطعها عنهم فيبطلها عليهم كما يترُ الكافرين والمنافقين أعمالهم إذ كانت لغيره، ولم تكن موافقة لأمره" (1) .

هذا ونسأل الله الكريم أن يُصلح أحوال المسلمين، وأن يقيهم شرَّ أعدائهم، وأن يحفظ على المسلمين أمنهم وإيمانهم، وأن يكف بأس الذين كفروا، والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً، وأن يعز دينه ويعلي كلمته، وأن ينصرنا على القوم الكافرين، والله عز وجل حافظ لمن لجأ إليه، وكاف من اعتصم به، فنعم المولى ونعم النصير.

(1) "إغاثة اللهفان" (2/ 913 - 914) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام