وإذا عَرفَ العبدُ بأن ربه سبحانه ودودٌ يحبُّ أولياءه ويحب من أطاعه، يحب المؤمنين المتقين، ويحب الصابرين المتوكلين، ويحب التوابين المتطهرين، ويحب الصادقين المحسنين، ويحب جميع الطائعين، ولا يحب الظالمين الكافرين، ولا يحب الخائنين المسرفين، ولا يحب المختالين المستكبرين؛ فإنه يجب عليه أن يطيع أمره، ويفعل ما يحبه ويرضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال، وأن يتقرب إليه سبحانه بامتثال أمره، واجتناب نهيه، وحب ما يحبه من الأقوال والأعمال، وحب كلامه سبحانه، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وسنته، والاجتهاد في متابعته، فبذلك تُنال محبة الله، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آل عمران: 31] ، وفي الدُّعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أسألك حبَّك، وحبَّ من يحبُّك، وحُبَّ عملٍ يقربني إلى حبِّك"رواه الإمام أحمد، والترمذي (1) .
(1) "مسند أحمد" (5/ 242) ، و"جامع الترمذي" (رقم: 3235) من حديث طويل عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وصححه الترمذي ونقل تصحيحه أيضاً عن الإمام البخاري.
وانظر شرحاً مفيداً لهذا الدعاء في كتاب اختيار الأولى في"شرح حديث اختصام الملأ الأعلى"لابن رجب (ص/125) وما بعدها.