ومن آثاره تكميل الصبر وتتميمه وحسن الرضا عن الله، قال ابن القيم رحمه الله:"من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنى وأمناً وقناعة، وفرغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه، ومن فاته حظه من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك، واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه" (1) .
ومن آثاره سلامة الإنسان من أمراض القلوب، كالحقد والحسد ونحوهما؛ لإيمانه أن الأمور كلها بتقدير الله عز وجل، وأنه سبحانه هو الذي أعطى العباد وقدر لهم أرزاقهم، فأعطى من شاء، ومنع من شاء، فالفضل فضله سبحانه والعطاء عطاؤه، ولهذا يقال عن الحاسد: إنه عدو نعمة الله على عباده.
ومن آثاره تقوية عزيمة العبد وإرادته في الحرص على الخير وطلبه، والبعد عن الشر والهرب منه، وفي"صحيح مسلم" (2) عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"احْرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قل: قدرُ الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان".
ومن آثاره حسن رجاء الله ودوام سؤاله، والإكثار من دعائه؛ لأن الأمور كلها بيده، روى الإمام أحمد في كتاب"الزهد" (3) عن مطرِّف بن عبد الله ابن الشخير اقل:"تذكرت ما جماع الخير؛ فإذا الخير كثير: الصوم، والصلاة، وإذا هو في يد الله عز وجل، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله عز وجل إلا أن تسأله فيعطيك، فإذا جماع الخير الدعاء".
(1) "مدارج السالكين" (2/ 202) .
(2) (رقم: 2664) .
(3) (رقم: 1346) .