فهرس الكتاب
الصفحة 21 من 335

سابعاً: أن معرفة الله ومعرفة أسمائه وصفاته تجارة رابحة، ومن أرباحها سكونُ النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر، وسكنى الفردوس يوم القيامة، والنظر إلى وجه الله الكريم والفوز برضاه والنجاة من سخطه وعذابه، والقلبُ إذا اطمأنَّ بأنَّ الله وحده ربُّه وإلهه ومعبوده ومليكُه وأن مرجعه إليه حَسُنَ إقباله عليه وجَدَّ واجتهد في نيل محابِّه والرَّغباءِ إليه والعمل بما يرضيه.

ثامناً: أن العلم بأسماء الله وصفاته هو الواقي من الزلل والمقِيل من العثرات والفاتح لباب الأمل، والمعين على الصبر، والمبعد عن الخمول والكسل، والمرغِّب في الطاعات والقُرَب، والمرهب من المعاصي والذنوب، والسلوان في المصائب والآلام، والحرز الحامي من الشيطان، والجالب للمحبة والتوادّ، والدافع للسخاء والبذل والإحسان، إلى غير ذلك من الثمار والآثار.

فهذه جملة من الأسباب العظيمة الدالة على فضل العلم بأسمائه وصفاته وشدة حاجة العباد إليه، بل ليس هناك حاجة أعظم من حاجة العباد إلى معرفة ربهم وخالقهم ومليكهم ومدبِّر شؤونهم، ومقدر أرزاقهم، الذي لا غنى لهم عنه طرفة عين، ولا صلاح لهم ولا زكاءَ إلا بمعرفته وعبادته والإيمان به وحده سبحانه، ولهذا فإن حظ العبد من الصلاح واستحقاقه من المدح والثناء إنما يكون بحسب معرفته بربّه سبحانه وعمله بما يرضيه ويقرِّب إليه من سديد الأقوال وصالح الأعمال.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام