فهرس الكتاب
الصفحة 200 من 335

وحمد نفسه على عظمته وكبريائه، كما قال سبحانه: (لِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الجاثية: 36 - 37] ، وحمد نفسه في الأولى والآخرة، وأخبر عن سريان الحمد في العالم العلوي والسفلي ونبَّه على ذلك كله في كتابه في آيات عديدة تدلّ على تنوع حمده سبحانه وتعدد أسباب حمده، وقد جمعها الله في مواطن من كتابه وفرقها في مواطن أخرى ليتعرف إليه عباده، وليعرفوا كيف يحمدونه وكيف يثنون عليه، وليتحبب إليهم بذلك، ويحبهم إذا عرفوه وأحبُّوه وحمدوه.

وقد ورد الحمد في القرآن الكريم في أكثر من أربعين موضعاً، جمع في بعضها أسباب الحمد، وفي بعضها ذكرت أسبابه مفصلة.

فمن الآيات التي جُمع فيها أسباب الحمد قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة: 2] ، وقوله: (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ) [القصص: 70] ، وقوله: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) [سبأ: 1] .

ومن الآيات التي ذكر فيها أسباب الحمد مفصلة قوله تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) [الأعراف: 43] ، ففيها حمده على نعمة دخول الجنة، وقوله تعالى: (فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [المؤمنون: 28] ، ففيها حمده على النصر على الأعداء والسلامة من شرهم، وقوله تعالى: (فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 65] ، ففيها حمده على نعمة التوحيد وإخلاص العبادة له وحده، وقوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) [إبراهيم: 39] ، ففيها حمده سبحانه على هبة الولد، وقوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا) [الكهف: 1] ، ففيها حمده سبحانه على نعمة إنزال القرآن الكريم قيماً لا عوج فيه، وقوله تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [الإسراء: 111] ، ففيها حمده سبحانه لكماله وجلاله وتنزهه عن النقائص والعيوب.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام