فهرس الكتاب
الصفحة 19 من 335

3 -فضلُ العلم بأسماء الله تعالى وصفاته

إن العلم بأسماء الله وصفاته علم مبارك، كثير العوائد، غزير الفوائد، ومتنوع الثمار والآثار، ويتجلى لنا فضل هذا العلم وعظيم نفعه من خلال أمور عديدة، أهمها ما يلي:

أولاً: أنَّ هذا العلم أشرف العلوم وأفضلها وأعلاها مكانة وأرفعها منزلة، وشرف العلم من شرف معلومه، ولا أشرف وأفضل من العلم بالله وأسمائه وصفاته الواردة في كتابه العزيز وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ولذا فإن الاشتغال به والعناية بفهمه اشتغالٌ بأشرف مطلوب وأجلِّ مقصود.

ثانياً: أن معرفة الله والعلم به تدعو إلى محبّته وتعظيمه وإجلاله وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاصه العمل له، وكلما قويت هذه المعرفة في العبد عظم إقباله على الله واستسلامه لشرعه ولزومُه لأمره وبُعدُه عن نواهيه.

ثالثاً: أن الله سبحانه يحب أسماءه وصفاته، ويحب ظهور آثارها في خلقه، وهذا من لوازم كماله، فهو وتر يحب الوتر، جميل يحب الجمال، عليم يحب العلماء، جواد يحب الأجواد، قويٌّ والمؤمن القويُّ أحب إليه من المؤمن الضعيف، حَيٌّ يحب أهل الحياء، توَّابٌ يحب التوابين، شكور يحب الشاكرين، صادق يحبُّ الصادقين، محسن يحب المحسنين، رحيم يحب الرحماء، وإنما يرحم من عباده الرحماء، ستِّيرٌ يحبُّ من يَستر على عباده، عفوٌّ يحبُّ من يعفو عنهم، بَرٌّ يحب البِرَّ وأهله، عدلٌ يحب العدل، ويجازي عباده بحسب وجود هذه الصفات وُجوداً وعدماً، وهذا باب واسع يدل على شرف هذا العلم وفضله.

رابعاً: أن الله خَلَق الخلْق وأوجدهم من العدم وسخر لهم ما في السماوات وما في الأرض ليعرفوه ويعبدوه كما قال سبحانه: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12] ، وقال سبحانه: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الذاريات: 56 - 58] ،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام