فهرس الكتاب
الصفحة 181 من 335

فكل خائف يصدق في لجوئه إلى الله يجده سبحانه مؤمِّناً له من الخوف، فأمنُ العباد وأمنُ البلاد بيده سبحانه.

وبما تقدم يعلم أن اسم الله"المؤمن"يدل على معانٍ عظيمة وأمور جليلة، يمكن تلخيص أهمها في النقاط التالية:

فمن دلائل اسمه"المؤمن"شهادته سبحانه لنفسه بالتوحيد، وهي أعظم شهادة، من أعظم شاهد، لأعظم مشهود به.

ومنها تصديقه سبحانه للشاهدين له بالتوحيد، والشهادة لهم بأن ما قالوه حق وصدق.

ومنها تصديقه لأنبيائه بالحجج والبيِّنات بأن ما قالوه وبلغوه عن الله حق لا ريب فيه، وصدق لا امتراء فيه.

ومنها أنه يصدق عباده ما وعدهم من النصر والتمكين، قال تعالى: (ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ) [الأنبياء: 9] ، وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: 55] .

ومنها: أنه يؤمن عباده المؤمنين وأولياءه المتقين من عذابه وعقابه، قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82] ، وقال تعالى: (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [فصلت: 40] ، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأحقاف: 13] .

ومنها أنه ينجزهم ما وعدهم من الفوز العظيم ودخول جنّات النّعيم، قال تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [الزمر: 74] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام