فهرس الكتاب
الصفحة 182 من 335

ومنها تأمينه سبحانه الخائفين بإعطائهم الأمان وهو ضدّ الإخافة، كما قال سبحانه: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [قريش: 4] .

وأما اسم الله"الصادق"فقد ورد في آية واحدة من كتاب الله عز وجل، وهي قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) [الأنعام: 146] .

أي الصادق فيوعده ووعيده، وفي كلّ ما يخبر به، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"فلا ريب أن الله تعالى وعد المطيعين بأن يثيبهم، ووعد السائلين بأن يجيبهم، وهو الصادق الذي لا يخلف الميعاد، قال الله تعالى: (وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) [النساء: 122] " (1) .

ومن آثار الإيمان بهذا الاسم أنّ المحسن لا يخاف لديه سبحانه ظلماً ولا هضماً، ولا يخاف بخساً ولا رهقاً، أو أن يضيع له مثقال ذرّة؛ لأن الله عز وجل وعد- وهو الصادق- بتوفيته العاملين أجورهم، وإن كان مثقال ذرة جازاه بها ولا يضيعها عليه بل يضاعف لمن يشاء ويؤتي من لدنه أجراً عظيماً، وأما المسيء فيجازيه بسيئة مثلها، ويحطّها عنه بالتوبة والندم والاستغفار والحسنات والمصائب. قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) [الأحقاف: 16] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام