فهرس الكتاب
الصفحة 171 من 335

وكذلك الملاحظة من القائلين بوحدة الوجود أو إن الله حالٌّ في خلقه أو متحد بهم وأنه لا فرق بين الرّبِّ والعبد، وعندهم أن هذا غاية التحقيق والولاية لله، وهو في الحقيقة غاية الإلحاد والتعطيل والعداوة لله، فليس كلُّ من ادعى الولاية وتظاهر بها يعدّ ولياً لله، فأولياؤه هم المؤمنون المتقون المحافظون على الفرائض والواجبات، والمجانبون للكبائر والمحرمات، ومن تظاهر بالولاية وادعاها وهو لا يؤدي الفرائض ولا يجتنب المحارم، بل قد يأتي بما يناقض ذلك أو يزعم سقوط التكاليف عنه أو نحو ذلك من مسالك أهل الانحلال وطرائق أهل الزّيغ والضلال فهو في الحقيقة وليٌّ للشيطان، وليس من أهل ولاية الله في شيء، فأهل ولاية الله هم من صلحت أعمالهم بطاعته، وازدانت أوقاتُهم بعبادته (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) [الأعراف: 196] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام