فهرس الكتاب
الصفحة 169 من 335

النوع الثاني: الولاية الخاصة والتولي الخاص؛ وهذا أكثر ما يرد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، وهي ولاية عظيمة وتولٍّ كريم، اختصّ الله به عباده المؤمنين، وحزبه المطيعين، وأولياءه المتقين.

وهذا التولِّي الخاص يقتضي عنايته ولطفه بعباده المؤمنين، وتوفيقهم بالتربية على الإيمان والبعد عن سبل الضلال والخسران، قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 257] .

وتقتضي غفران ذنوبهم ورحمتهم، قال تعالى: (أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ) [الأعراف: 155] .

وتقتضي التأييد والنصر على الأعداء، قال تعالى: (أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 286] ، وقال تعالى: (بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) [آل عمران: 150] ، ولما قال أبو سفيان يوم غزوة أحد: لنا العزّى ولا عزّى لكم، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم للصحابة:"أجيبوه"، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا:"الله مولانا ولا مولى لكم"، رواه البخاريُّ في"صحيحه" (1) .

وتقتضي كذلك منَّهُ عليهم يوم القيامة بدخول الجنان والنجاة من النيران، قال تعالى: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 127] ، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) [فصلت: 30 - 32] .

(1) (رقم: 4043) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام