8 -الردّ على المشركين وجميع صنوف المبطلين ممن لم يقدروا الله حق قدره، ولم يقروا له بتفرده وكماله فاتخذوا معه الشركاء وضربوا له الأمثال وظنوا به ظن السوء وانتقصوا جناب الربوبية وناقصوا مقصود الخلق وهو التوحيدُ وإفرادُ الله بالذل والخضوع وسائر أنواع العبودية فاشمأزت قلوبهم من التوحيد، ونفرت نفوسهم من الحق والهدى، قال تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الزمر: 45] ، وقال تعالى: (وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا) [الإسراء: 46] ، وقال تعالى: (ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) [غافر: 12] .
رَزَقنا الله تحقيق توحيده، وحسن الإيمان بتفرده ووحدانيته؛ إنه سميعٌ مجيب.