فهرس الكتاب
الصفحة 87 من 393

جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية) [1] .

وهذا الحديث واضح الدلالة في تفاضل أهل الإيمان ويدل على ذلك لفظ (فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم) ولفظ (فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار فأخرجوه فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أكمل المؤمنون إيمانا أحسنهم خلقا) [2] .

ويدل لفظ أكمل على أن صاحب الخلق الحسن قد بلغ الكمال وحصله كله وأنه يفضل من كان دون ذلك وإن اشتركا في أصل الإيمان.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر) [3] .

وهذه الأحاديث وغيرها تدل دلالة واضحة على أن شعب الإيمان تتفاضل في نفسها وأن بعضها أعلى من بعض، وعلى أن هناك من هو تقي وبار وهناك من هو أتقى وأبر.

وكذلك فإن الناس يتفاوتون من جهة المعاصي أيضا، فليس من كان مرتكبا لكبيرة كمن وقع في الصغائر أو اللمم، وليس الذي فيه خصلة من خصال النفاق أو بعضها كمن ليس فيه شيء من ذلك.

(1) رواه البخاري، باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال، ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

(2) رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم بسند صحيح والطبراني في الأوسط بسند حسن.

(3) رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر وأحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام