واختلاف منازلهم.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن أتقاكم لله وأعلمكم بالله أنا) ، وفي رواية أخرى (فوالله إني أعلمكم بالله وأشدكم له خشية) [1] .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - (أتقاكم) و (أعلمكم) يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ المنزلة العالية في ذلك وأن ما دون ذلك منازل أقل في التقوى والعلم، وإن كانوا جميعا يشتركون في مطلق التقوى والعلم.
وعن أبي سعدي الخدري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(ما تُضارون في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة .... الحديث وفيه: قيل يا رسول الله وما الجسر؟ قال: دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم إلى قوله - صلى الله عليه وسلم:
فيقول - أي رب العزة جل وعلا - ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار فأخرجوه - أي من النار - فيُخرجون خلقا كثيران ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه، فيُخرجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه، فيُخرجون خلقا كثيرا )الحديث [2] .
وفي لفظ آخر عنه قال - صلى الله عليه وسلم: (يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيخرجون منها قد اسودوا، فيُلقون في نهر الحيا - أو الحياة شك مالك - فينبتون كما تنبت الحبة في
(1) رواه البخاري في صحيحه، باب قول النبي ص أنا أعلمكم بالله، ورواه الإسماعيلي في مستخرجه بلفظ (والله إن أبركم وأتقاكم أنا) .
(2) رواه مسلم في كتاب الإيمان باب معرفة طريق الرؤية.