ولذلك قال ابن تيمية رحمه الله حاكيا مذهب السلف وأهل الحديث في تفاضل الإيمان وأهله:
وكان أهل السنة والحديث على أن الإيمان يتفاضل، وجمهورهم يقول: يزيد وينقص، ومنهم من يقول يزيد ولا ينقص كما في إحدى الروايتين عن مالك، ومنهم من يقول يتفاضل كعبد الله بن المبارك، وقد ثبت لفظ الزيادة والنقصان منه عن الصحابة ولم يعرف فيه مخالف من الصحابة.
فروى الناس من وجوه كثيرة مشهورة عن حماد بن سلمة وعن أبي جعفر عن جده عمير بن حبيب الخطمي - وهو من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الإيمان يزيد وينقص، قيل له: ما زيادته وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فتلك نقصانه.
وروى إسماعيل بن عياش عن جرير بن عثمان عن الحارث بن محمد عن أبي الدرداء قال: الإيمان يزيد وينقص، إلى أن قال ابن تيمية:
وصح عن عمار بن ياسر أنه قال: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان: الإنصاف من نفسه والإنفاق من الإقتار وبذل السلام للعالم، ذكره البخاري في صحيحه [1] .
وقال جندب بن عبد الله وابن عمر وغيرهما: تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا، والآثار في هذا الباب كثيرة عن الصحابة والتابعين في كتب كثيرة معروفة. اهـ [2]
وقال ابن تيمية أيضا رحمه الله: والتفاضل في الإيمان بدخول الزيادة والنقص فيه يكون من وجوه متعددة، أحدها: الأعمال الظاهرة، فإن الناس يتفاضلون فيها وتزيد وتنقص، وهذا مما اتفق الناس على دخول الزيادة فيه والنقصان.
(1) رواه البخاري في صحيحه تعليقا في كتاب الإيمان باب إفشاء السلام من الإسلام ولفظه (ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك )
(2) مجموع الفتاوى، ج 7/ 223 - 225.