فهرس الكتاب
الصفحة 389 من 393

مما لم يذكر اسم الله عليه أرسلت فارس إلى قريش أن خاصموا محمدا وقولوا له فما تذبح أنت بيدك بسكين فهو حلال، وما ذبح الله عز وجل بشمشير من ذهب، يعني الميتة فهو حرام، فنزلت هذه الآية {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} أي وإن الشياطين من فارس ليوحون إلى أوليائهم من قريش ... إلى أن قال ابن كثير:

وفي بعض ألفاظه عن ابن عباس رضي الله عنه إن الذي قتلتم ذكر اسم الله عليه وإن الذي قد مات لم يذكر اسم الله عليه إلى أن قال:

وقال السدي في تفسير هذه الآية: إن المشركين قالوا للمسلمين كيف تزعمون أنكم تتبعون مرضاة الله، فما قتل الله فلا تأكلونه وما ذبحتم أنتم تأكلونه؟ فقال الله تعالى {وإن أطعتموهم} في أكل الميتة {إنكم لمشركون} وهكذا قاله مجاهد والضحاك وغير واحد من علماء السلف.

وقوله تعالى {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} أي حيث عدلتم عن أمر الله لكم وشرعه إلى قول غيره، فقدمتم عليه غيره فهذا هو الشرك، كقوله تعالى {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .... } الآية، وقد روى الترمذي في تفسيرها عن عدي بن حاتم أنه قال يا رسول الله: ما عبدوهم، فقال: (بلى إنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم) .اهـ [1]

تنبيه:

يلاحظ من أقوال أهل التفسير في الآية السابقة أن أهل الباطل في كل زمان ومكان يتحايلون لتلبيس الحق بالباطل على أهل الإسلام، وذلك بتبديل الأسماء الشرعية، فقد قال كفار قريش لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إن هذه الميتة لا يصح تسميتها بهذا الإسلام إنما هي ذبيحة الله التي ذبحها بيده فلا يجوز أن تتركوها وتأكلوا ما ذبحتموه أنتم بأيديكم، حتى كاد ذلك أن يؤثر في نفوس بعض الصحابة - رضي الله عنهم -، وهكذا يفعل أعداء الله تعالى في كل زمان ومكان فإنهم يحاولون أن يلبسوا على أهل الحق دينهم

(1) تفسير ابن كثير ت سلامة 3/ 330: 324

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام