الشرك الكثير والكثير فالبرلمانات الشركية في هذه الدول تشرع للناس كل يوم أحكاما ما أنزل الله بها من سلطان، بل هي مصادمة كل المصادمة لأحكام الله تعالى من حل للربا وشرب الخمر والزنا والتبرج والسفور وإباحة للردة عن دين الله تعالى باسم الحرية والديمقراطية وتقنين ونشر للمذاهب المخالفة لأصول الإسلام وأحكامه من علمانية خبيثة وديمقراطية وغيرها، وكل ذلك باسم حرية التعبير عن الرأي، ويتبعهم في ذلك كثير من الناس دون أن يسألوا عن حكم الإسلام في ذلك أو يتعلموا ما يعصمهم من الوقوع في هذه المذاهب الهدامة، فليحذر كل امرئ لنفسه وكل امرئ حسيب نفسه.
الدليل الثالث:
قال تعالى {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [1]
وهذه الآية دليل وتأكيد لا مدفع له لما سبق ذكره من أن طاعة غير الله تعالى في تحليل ما حرم أو تحريم ما أحل كفر وشرك بالله تعالى.
فإن الله تعالى قد بين أن المشركين يجادلون أهل الإيمان في أكلهم ما ذبحوه بأيديهم وتركهم ما قضى الله عليه الموت، وبين سبحانه أن من أطاع المشركين في تحليل ما حرمه من الميتة أنه كافر مشرك، وهذا أوضح بيان لما سبق تقريره من أن من أطاع غير الله تعالى في التحليل والتحريم فقد أشرك هذا الغير مع الله تعالى واتخذه لله ندا ومع الله إلها.
قال ابن كثير رحمه الله: استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب إلى أن الذبيحة لا تحل إذا لم يذكر اسم الله عليها وإن كان الذابح مسلما إلى أن قال:
وقال الطبراني حدثنا علي بن المبارك حدثنا زيد بن المبارك حدثنا موسى بن عبد العزيز حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت ولا تأكلوا
(1) سورة الأنعام، الآية: 121.