المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب، كما قال تعالي {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا} [1]
وهذا التحليل والتحريم من دون الله تعالى لا يجوز لأحد أن يُقدم عليه وخاصة ممن ينتسب إلى العلم وأهله، فإن فتنة الناس بأهل العلم أعظم من فتنتهم بغيرهم.
ولذلك فقد قال ابن تيمية رحمه الله عن العالم الذي يترك حكم الله تعالى ويتبع هوى الحكام: ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا، يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة، قال تعالى {المص * كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين * اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون} [2] ، ولو ضُرِب وحُبِس وأُوذِي بأنواع الأذى ليدع ما علمه من شرع الله ورسوله الذي يجب اتباعه واتبع حكم غيره كان مستحقا لعذاب الله بل عليه أن يصبر وإن أوذي في الله، فهذه سنة الله في الأنبياء وأتباعهم، قال الله تعالى {آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} [3]
يتضح مما ما سبق أن من أحدث للناس أحكاما غير موافقة لشريعة الله تعالى فقد نصب نفسه ربا مع الله، وأن من أطاعه في تشريعه هذا مع علمه بمخالفته لدين الله فهو كافر مشرك قد اتخذ مع الله إلها آخر.
وإذا نظرنا إلى هذه الدول التي تسمي نفسها دولا إسلامية كذبا وزورا لوجدنا من هذا
(1) سورة النساء، الآية: 150.
(2) سورة الأعراف، الآية: 3: 1.
(3) سورة العنكبوت، الآية: 3: 1.