فهرس الكتاب
الصفحة 382 من 393

مسمى من المسميات - فقد كفر بالله تعالى وخرج عن ملة الإسلام.

قال ابن كثير رحمه الله: وقوله تعالى {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم} ، روى الإمام أحمد والترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه لما بلغته دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فر إلى الشام، وكان قد تنصر في الجاهلية، فأسرت أخته وجماعة من قومه، ثم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أخته وأعطاها فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام وفي القدوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدم عدي رضي الله عنه إلى المدينة وكان رئيسا في قومه طيء، وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم، فتحدث الناس بقدومه، فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي عنق عدي صليب من فضة - وهو يقرأ هذه الآية {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم، فقال - صلى الله عليه وسلم: (بلى، إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم ... ) الحديث إلى أن قال ابن كثير رحمه الله:

وهكذا قال حذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وغيرهما في تفسير قوله تعالى {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} إنهم اتبعوهم فيما حللوا وحرموا، وقال السدي: استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، ولهذا قال تعالى {وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا} أي الذي إذا حرم الشيء فهو الحرام وما حلله فهو الحلال وما شرعه اتبع وما حكم به نفذ {لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} أي تعالى وتقدس وتنزه عن الشركاء والنظراء والأعوان والأضداد والأولاد، لا إله إلا هو، ولا رب سواه. اهـ [1]

قال البغوي رحمه الله: فإن قيل إنهم لم يعبدوا الأحبار والرهبان - بمعنى الركوع والسجود - قلنا: معناه أنهم أطاعوهم في معصية الله واستحلوا ما أحلوا وحرموا ما حرموا فاتخذوهم كالأرباب. اهـ [2]

وقال ابن تيمية رحمه الله: وقد قال تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون

(1) تفسير ابن كثير ت سلامة 4/ 135.

(2) تفسير البغوي ط طيبة 4/ 39.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام