أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون [1] .
وقد ورد في سبب نزولها أن عدي بن حاتم رضي الله عنه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ هذه الآية فقلت: إنهم لم يعبدوهم، فقال: (بلى إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام، فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم) . [2] .
وقال تعالى مبينا حكم من عدل عما أنزله الله تعالى إلى غيره {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} ، وقال تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [3] .
وأما توحيد الألوهية فإنه يقوم على أساس من إفراد الله تعالى بالطاعة والعبادة، فقال تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم - والخطاب لأمته تبع له {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} [4] ، وقال تعالى لنبيه داود {يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} [5] .
فالحكم إما أن يكون بشريعة الله تعالى التي بينها على ألسنة رسله وإما أن يكون بالهوى الذي لا نصيب له من اتباع أمر الله تعالى.
ولذلك فإنه لا تصح كلمة التوحيد من عبد أو طائفة أو حزب أو دولة أو حكومة أو نظام يتخذ مع الله شريكا في الحكم والتشريع.
وقد بين الله تعالى في كتابه العزيز أن من شرع لنفسه أو للناس شريعة لم يأذن بها الله تعالى فقد جعل نفسه شريكا لله تعالى في أخص خصائص الألوهية، قال تعالى أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي
(1) سورة التوبة، الآية: 31.
(2) رواه الإمام أحمد والترمذي وابن جرير
(3) سورة المائدة، الآية: 44.
(4) سورة المائدة، الآية: 49.
(5) سورة ص، الآية: 26.