فهرس الكتاب
الصفحة 332 من 393

المؤمنين كما ذكر ذلك ابن جرير وأبي سليمان. اهـ [1]

وكذلك فإن الله تعالى يصف جنود الطواغيت والحكام الكفار بالأوتاد لأنهم هم الذين يثبتون ملكهم وحكمهم؛ ولذلك قال تعالى {وفرعون ذي الأوتاد * الذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد} [2] .

قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: يقول جل ثناؤه: ألم تر كيف فعل ربك أيضا بفرعون صاحب الأوتاد، واختلف أهل التأويل في معنى قوله ذي الأوتاد ولم قيل له ذلك؟

فقال بعضهم: معنى ذلك ذي الجنود الذين يقوُون له أمره؛ وقالوا: الأوتاد في هذا الموضع الجنود. اهـ [3]

قلت: ومن هنا يظهر سبب تسمية الجنود بالأوتاد؛ لأنهم الذين يثبتون ملك الكفر وحكمه، ولولا ذلك لزال الكفر والباطل سريعا.

وهذا الكلام يُضرب به في وجه من يدافع عن هؤلاء الجنود ويعتذر له أنهم لا يملكون من أمرهم شيئا؛ أو أنهم مستضعفون أو غير ذلك من المعاذير التي لم يقم على اعتبارها دليل شرعي صحيح.

ومما يقوي القول بأن هؤلاء الجنود والمعاونين للكفار أو المرتدين لهم نفسهم حكم من عاونوهم؛ إجماع الصحابة على كفر أنصار أئمة الردة كأنصار مسيلمة المتنبئ الكذاب؛ وأنصار طليحة الأسدي.

وقد ورد هذا فيما رواه طارق بن شهاب قال: جاء وفد بُزاخة من أسد وغطفان إلى أبي بكر يسألونه الصلح، فخيرهم بين الحرب المُجلِية أو السلم المُخزِية، فقالوا: يا خليفة رسول الله؛ هذه المجلية قد عرفناها فما المخزية؟

(1) مجموع الفتاوى، ج 7/ 64.

(2) سورة الفجر، الآية: 10: 12.

(3) تفسير الطبري، ج 30/ 179.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام