فهرس الكتاب
الصفحة 325 من 393

بين مواقف العلماء الربانيين الذين لا يخشون إلا الله تعالى والذين يعرفون أن الكفار جميعا بعضهم أولياء بعض؛ وأنهم يكونون جميعا يدا واحدة على المسلمين.

وبين علماء السلاطين الذين يضلون الناس ويلبسون عليهم دينهم؛ ويسوغون مؤامرات الحكام وخططهم تحت مسميات مختلفة ومنها الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار والوحدة الوطنية؛ و لا يستطيعون ولا يجترءون أن يفتوا بما يستحقه اليهود المغتصبون والنصارى الحاقدون المحاربون من أحكام شرعية تقضي بوجوب قتالهم وتحريم مهادنتهم.

وما أفتى هؤلاء بما يفتونه من فتاوى باطلة إلا خوفا على دنياهم وما يلقيه إليهم أسيادهم القابعون في قصور الحكم من فتات يبيعون به دينهم.

بل زاد هؤلاء أنهم أصدروا البيانات ضد المجاهدين الذين يقومون بتنفيذ علميات جهادية ضد أعداء الله تعالى سواء من الحكام المرتدين أو العلمانيين المارقين أو الجنود اليهود من الإسرائيليين والأمريكيين وغيرهم.

والناظر في حال علماء السلاطين هؤلاء ليعجب أشد العجب؛ فإنهم يسارعون ويتسابقون في إصدار البيانات التي تشجب العنف والتطرف والإفساد في الأرض؛ ويفتون بقطع رقاب من جاهد اليهود والنصارى.

بل ويعتبرون المجاهدين في سبيل الله تعالى محاربين يستحقون القتل، وفي كثير من الأحيان يصدرون هذه الفتاوى تطوعا ودون طلب من أسيادهم، وكأن هؤلاء لا يرون من أسيادهم إفسادا.

وكأن الحكم بغير ما أنزل الله والحكم بالقوانين الوضعية ليس فسادا يستحق حتى مجرد الإشارة.

وكأن موالاة اليهود والنصارى والكفار من كل لون أمر لا يستحق الإنكار.

وكأن انتشار الفساد في كل المرافق الحكومية والمؤسسات ونهب الثروات أمر لا يستحق الإنكار.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام