فهرس الكتاب
الصفحة 326 من 393

وكأن انتشار التبرج والسفور والزنا والخمر والربا وتقنينه على أنه حرية لا يجوز المساس بها أمر لا يستحق الإنكار.

وكأن عقد اتفاقيات الذل وبيع الثروات للكفار واليهود؛ بل وتمكينهم من إدارة بلاد المسلمين والتحكم في رقابهم أمر لا يثير هؤلاء الشيوخ وأصحاب الفضيلة وإدارات الفتوى والأئمة الأكابر.

وأمر هؤلاء - علماء الضلالة والسلطان والذين يفتون على هوى الحكام - قد بينه الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز حيث قال سبحانه {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث} [1]

ولذلك قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن العالم الذي يترك ما يعلمه من الكتاب والسنة ويتبع هوى الحكام في مخالفة الحق:

ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة، قال تعالى {المص * كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين * اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون} [2] .

ولو ضرب وحبس وأوذي بأنواع الأذى ليدع ما علمه من شرع الله ورسوله الذي يجب اتباعه واتبع حكم غيره كان مستحقا لعذاب الله.

بل عليه أن يصبر وأن أوذي في الله فهذه سنة الله في الأنبياء وأتباعهم، قال تعالى {ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} [3] .

(1) سورة الأعراف، الآية: 75: 76.

(2) سورة الأعراف، الآية: 1: 3.

(3) سورة العنكبوت، الآية: 1: 3.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام