فهرس الكتاب
الصفحة 309 من 393

لزوم دينهم وتزيينه لهم ويحثهم على قتل الموحدين وأخذ أموالهم؟

كيف لا يكفر وهو يشهد أن الذي يحث عليه أن رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - أنكره ونهى عنه وسماه الشرك بالله؟ ويشهد أن الذي يبغضه ويبغض أهله ويأمر المشركين بقتلهم هو دين الله ورسوله.

واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك أكثر من أن تنحصر من كلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكلام أهل العلم.

وأنا أذكر لك آية من كلام الله أجمع أهل العلم على تفسيرها وأنها في المسلمين وأن الرجل إذا قال ذلك فهو كافر في أي زمان كان، قال تعالى {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم} [1] ، وفيها ذكر أنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة.

فإذا كان العلماء ذكروا أنها نزلت في الصحابة لما فتنهم أهل مكة؛ وذكروا أن الصحابي إذا تكلم بكلام الشرك بلسانه مع بغضه لذلك وعداوة أهله لكن خوفا منهم فهو كافر بعد إيمانه. اهـ [2]

وقال أيضا رحمه الله: ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله؛ أولهما: ما تقدم من قوله {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} .

فإذا تحققت أن بعض الصحابة الذين غزو الروم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه المزح واللعب؛ تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر أو يعمل به خوفا من نقص مال أو جاه أو مداراة لأحد أعظم ممن تكلم بكلمة يمزح بها.

والآية الثانية: قوله تعالى من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن

(1) سورة النحل، الآية: 106.

(2) الرسائل الشخصية، القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب / 272.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام