منكم خاصة [1] : قال علماؤنا: فالفتنة إذا عمت هلك الكل؛ وذلك عن ظهور المعاصي وانتشار المنكر وعدم التغيير .... إلى قوله:
إن الناس إذا تظاهروا بالمنكر فمن الفرض على كل من رآه أن يغيره فإذا سكت عليه فكلهم عاص؛ هذا بفعله وهذا برضاه، وقد جعل الله في حكمه وحكمته الراضي بمنزلة الفاعل فانتظم في العقوبة. اهـ [2]
وقد ذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ضمن نواقض الإسلام التي يكفر بها المسلم: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، لقوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} . اهـ [3]
وقال أيضا رحمه الله: إن كانت الموالاة مع مساكنتهم في ديارهم والخروج معهم في قتال ونحو ذلك فإنه يُحكم على صاحبها بالكفر؛ كما قال تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} ، وقوله تعالى {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم} . اهـ [4] .
وقال محمد بن عبد الوهاب أيضا: ولكنهم يجادلونكم اليوم بشبهة واحدة؛ فأصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون كل هذا حق نشهد أنه دين الله ورسوله إلا التكفير والقتال.
والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله كيف لا يكفر من أنكره وقتل من أمر به وحبسهم؟
كيف لا يكفر من أمر بحبسهم؟ كيف لا يكفر من جاء إلى أهل الشرك يحثهم على
(1) سورة الأنفال، الآية: 25.
(2) تفسير القرطبي، ج 7/ 374: 375، وراجع أحكام القرآن لابن العربي، ج 2/ 847.
(3) مجموعة التوحيد / 33.
(4) مجموعة التوحيد / 175.