فهرس الكتاب
الصفحة 277 من 393

اعتقد الكفر بقلبه، فإن مرجع ذلك هو الخطأ في الكلام على مسمى الإيمان، وذلك واضح في نقله عن صاحب البحر أنه قال: قال بعض أصحابنا لا يكفر لأن الكفر متعلق بالضمير، ولم يعقد الضمير على الكفر.

فإنهم لما قالوا إن الإيمان هو التصديق القلبي جعلوا الكفر هو ذهاب ذلك التصديق فقط، ولما كان التصديق متعلق بالقلب والضمير، فإنهم أرجعوا الكفر إلى القلب والضمير أيضا.

هذا وكثير ممن يشترط اعتقاد القلب في الحكم بالكفر على فاعله أو قائله لا يعرفون أن هذا من ناتج قول المرجئة في الإيمان ومن أخطائهم التي خالفوا فيها مذهب السلف.

ومع أنهم - أي المرجئة - قد أخطئوا في مسمى الإيمان فإنهم قد حكموا على أن من هزل بلفظ الكفر كفر، وإن لم يعتقد الكفر بقوله، وهذا واضح في قول صاحب البحر: والحاصل أن من تكلم بكلمة الكفر هازلا أو لاعبا كفر عند الكل، ولا اعتبار لاعتقاده.

فالعجب ممن يعد من أهل العلم في زماننا هذا كيف أنه زاد على مذهب المرجئة بعدا عن مذهب السلف، مع أن كلام أهل العلم من أهل السنة بين يديه، فنسأل الله تعالى الهداية.

وقال الشيخ حمد بن عتيق النجدي رحمه الله: فإن كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع الأمة قد اتفقت على أن من قال الكفر أو فعله كفر، ولا يُشترط في ذلك انشراح الصدر بالقلب، ولا يُستثنى من ذلك إلا المكره.

وأما من شرح بالكفر صدرا، أي فتحه ووسعه وطابت نفسه به ورضي فهذا كافر عدو لله ولرسوله وإن لم يتلفظ بذلك بلسانه ولا فعله بجوارحه، هذا هو المعلوم بدلالة من الكتاب والسنة والإجماع - ثم ذكر عشرة أدلة على صحة كلامه ـ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام