تعدل [1] ، ولم يقتل من قال له: يقولون إنك تنهى عن الغي وتستخلي به [2] ... إلى قوله:
قيل الحق كان له، فله أن يستوفيه وله أن يسقطه؛ وليس لمن بعده أن يسقطه. اهـ [3]
قال ابن قدامة رحمه الله: ومن سب الله تعالى كفر، سواء كان مازحا أو جادا، وكذلك من استهزأ بالله تعالى أو آياته أو برسله أو كتبه قال تعالى {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين} .
وينبغي أن لا يُكتفي من الهازل بذلك بمجرد الإسلام حتى يُؤدب أدبا يزجره عن ذلك، فإنه إذا لم يُكتف ممن سب الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالتوبة، فمن سب الله تعالى أولى. اهـ [4]
قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى {إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} [5] : قال اللعين {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} [6] ، وقال {لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون} [7] فكَفَّره الله بذلك.
فكل من سفه شيئا من أوامر الله تعالى أو أمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - كان حكمه حكمه؛ وهذا مما
(1) رواه البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود والنسائي وابن أبي عاصم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(2) رواه أحمد من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده وسنده حسن.
(3) زاد المعاد لابن القيم بتحقيق الأرنؤوط، ج 3/ 439: 441.
(4) المغني لابن قدامة، ج 8/ 150. ط دار عالم الكتب.
(5) سورة البقرة، الآية: 34.
(6) سورة الأعراف، الآية: 12.
(7) سورة الحجر، الآية: 23.