بل قد وُجِد من الدول التي تسمي نفسها كذبا وزورا إسلامية وتدعي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي أو الوحيد أو الأول للتشريع، قد وُجِد من هذه الدولة من قنن الردة والكفر والاستهزاء بالشريعة وأهلها بدعوى أن هذا من حرية الاعتقاد والفكر، وهذه عين الردة والخروج عن دين الله تعالى.
بل إن هذه القوانين الكافرة تعاقب من أخذته الغيرة على دين الله تعالى وقتل من سب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو استهزأ بدين الله تعالى، فأضافت هذه القوانين إلى الكفر بالله تعالى معاقبة المجاهدين والصد عن سبيل الله، وهؤلاء حالهم كما قال تعالى {ظلمات بعضها فوق بعض} [1] .
وقد أجمع العلماء من السلف والخلف على كفر من سب الله تعالى أو سب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو انتقصه أو استهزأ بشريعة الله تعالى أو سخر منها أو من أهلها بسبب دينهم، وأن حده القتل لا محالة، والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة.
فمن هذه الأدلة قوله تعالى {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [2] ، فهذه الآية دليل واضح على كفر وردة من استهزأ بالله تعالى أو بآياته أو برسوله أو بشريعته، فكل ذلك كفر لا يقبل فيه أي عذر.
وقال الإمام إسحاق بن راهويه: أجمع المسلمون أن من سب الله أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو دفع شيئا مما أنزل الله أنه كافر بذلك وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله.
ومن الأدلة على ذلك أيضا حديث الأعمى الذي قتل أم ولد له كانت تسب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهدر النبي - صلى الله عليه وسلم - دمها.
وأيضا فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يؤمِّن مقيس بن صُبابة وابن خَطَل وأمر بقتلهما، وكذلك
(1) سورة النور، الآية: 40.
(2) سورة التوبة، الآية: 65 - 66.