والنوع الثاني: إحباط كلي؛ وهذا لا يكون إلا بالكفر الأكبر، فإنه يحبط العمل كله، ومن مات كافرا فلا ينفعه عمله ولن يجد له يوم القيامة أثرا نافعا، وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} [1] ، وقال تعالى {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء} [2] .
فالكافر لا ينتفع من عمله بشيء في الآخرة، بل إن الله تعالى قد حكم بأن أعمالهم لا قيمة لها البتة، والنار مأواهم لا يخرجون منها أبدا.
وسواء كان الإحباط الجزئي أو الإحباط الكلي فكلاهما من شؤم المعصية، والإنسان لا يملك التوبة قبل الموت إلا بإذن الله تعالى، فقد يحبط عمله كله أو بعضه ولا يستطيع استدراك ما فاته لحلول الأجل.
فينبغي على الناصح لنفسه ومن أراد لها السلامة أن يحذر من كل أسباب الإحباط سواء الجزئي أو الكلي.
(1) سورة الفرقان، الآية: 23.
(2) سورة إبراهيم، الآية: 13.