عالم بالفرائض، فقال عمر رضي الله عنه:
أما إن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قد قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) [1]
وروى الخطيب البغدادي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أرفع الناس عند الله منزلة من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء والعلماء. [2]
وروى البخاري في صحيحه عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) [3]
وهذا الحديث يدل بمنطوقه على أن تفقه العبد في دينه من علامات إرادة الله تعالى به الخير، ويدل بمفهومه على أن من لم يتفقه في الدين ولم يتعلم أحكام الشريعة فقد حُرم الخير كله.
ولذلك قال ابن حجر رحمه الله في شرحه: ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين - أي يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع - فقد حُرم الخير، وقد أخرج أبو يعلى حديث معاوية من وجه آخر ضعيف وزاد في آخره (ومن لم يتفقه في الدين لم يبال الله به) والمعنى صحيح، لأن من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيها ولا طالب فقه، فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير.
وفي ذلك بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم. اهـ [4]
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة) .
(1) رواه مسلم في كتاب المسافرين وقصرها باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه.
(2) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، ج 1/ 35.
(3) رواه البخاري ومسلم وأحمد عن معاوية رضي الله عنه والترمذي وأحمد وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) فتح الباري، ج 1/ 165.