فأسباب الكفر كثيرة لا تقتصر على عمل القلب فقط.
بل قد يكون الكفر بكلمة يقولها الإنسان وهو لا يلقي لها بالا ولا يقصد بها الخروج من الملة إذا كانت من الكفر الأكبر، وقد يكون الكفر اتباعا للهوى أو العادة أو تقليدا للآباء والأسلاف يصده عن دين الله تعالى، فكل ذلك كفر وإن اختلفت البواعث أو الأسباب المؤدية إليه.
وفي هذا رد على من يحصر الكفر في الجحود أو عمل القلب فقط، وذلك مثل ما ورد عن الطحاوي رحمه الله تعالى في عقيدته حيث قال: ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه.
وهذا خطأ واضح إذ أن ظاهر هذا الكلام حصر الكفر في الجحود فقط، وسيأتي بيان ذلك واضحا إن شاء الله تعالى فيما سيأتي من مسائل هذا الباب.