فهرس الكتاب
الصفحة 154 من 393

والله تعالى أعلم.

وقد روى أحمد من حديث أنس وابن مسعود أن رجلا يهوديا قال للرسول - صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله ثم مات، فقال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: (صلوا على صاحبكم) ، وفي رواية أخرى (لُوا أخاكم) .

قال الشوكاني رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: فيه الأمر لمن كان بحضرته - صلى الله عليه وسلم - بأن يلوا أمر ذلك الرجل المريض، لأنه قد صار بسبب تكلمه بالشهادتين أخا لهم.

وقال أيضا في شرح حديث ابن عمر في سرية خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بني جذيمة: وقد استدل المصنف - أي صاحب كتاب منتقى الأخبار - بأحاديث الباب على أنه يصير الكافر مسلما بالتكلم بالشهادتين، ولو كان ذلك عن طريق الكناية بدون تصريح. اهـ [1]

وقال الشوكاني رحمه الله في شرح الحديث (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غزا قوما لم يغز حتى يصبح، فإذا سمع أذانا أمسك وإذا لم يسمع آذانا أغار بعد ما يصبح) وحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا) :

وفي الأحاديث جواز الحكم بالدليل، لكونه - صلى الله عليه وسلم - كف عن القتال بمجرد سماع الأذان.

وفيه الأخذ بالأحوط في أمر الدماء لأنه كف عنهم في تلك الحال مع احتمال أن لا يكون ذلك على الحقيقة.

وقال في قول المؤذن الله أكبر وقوله - صلى الله عليه وسلم: (على الفطرة) فيه أن التكبير من الأمور المختصة بأهل الإسلام، وأنه يصح الاستدلال به على إسلام أهل قرية سمع ذلك منهم.

(1) نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني ج 7/ 223.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام