فهرس الكتاب
الصفحة 152 من 393

أخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فقال: (لِمَ قتلته وقد أسلم؟) فقال: إنما قالها متعوذا من القتل، فقال - صلى الله عليه وسلم: (هلا شققت عن قلبه) ، وحمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ديته إلى أهله ورد عليهم غُنَيماته.

قال ابن عمر وعبد الله بن أبي حدرد: القاتل مُحَلّم بن جثامة قتل عامر ابن الأضبط الأشجعي، ورُوي أن القاتل مات بعد أيام فلما دفن لفظته الأرض ثلاث مرات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: (إن الأرض لتقبل من هو شر منه ولكن الله أراد أن يريكم عظم الدم عنده) [1] وهذه القصة مشهورة لمحلم بن جثامة.

وقد ذكرنا حديث أسامة بن زيد أنه قتل في سرية رجلا قال لا إله إلا الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: (أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟) ، فقال: إنما قالها متعوذا، فقال - صلى الله عليه وسلم: (ألا شققت عن قلبه؟ من لك بلا إله إلا الله) [2] .

وذكرنا أيضا حديث عقبة بن عامر الليثي في هذا المعنى أن الرجل قال: إني مسلم فقتله فأنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك وقال: (إن الله أبى عليَّ أن أقتل مؤمنا) .

وعن المقداد بن الأسود أنه قال: يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها، ثم لاذ مني بشجرة فقال: أسلمت، أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ قال - صلى الله عليه وسلم: (لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قالها) .

وعن أبي مجلز عن أبي عبيدة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (إذا شرع أحدكم الرمح إلى الرجل فإن كان سنانه عند ثغرة نحره، فقال لا إله إلا الله فليرجع عنه الرمح) .

(1) رواه ابن اسحاق في المغازي وأحمد وابن جريرالطبري من طريق عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي وقال القرطبي: وهو في مصنف أبي داود والاستيعاب لابن عبد البر، وروى ابن ماجة بلفظ قريب من هذا كتاب الفتن باب الكف عمن قال لا إله إلا الله، راجع تفسير ابن كثير ج 1/ 539، ط دار المعرفة، تفسير القرطبي ج 5/ 338، فتح الباري ج 8، كتاب التفسير باب (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ... ) .

(2) رواه مسلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام