عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ووداهم [1] .
وعن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قوما لم يغزُ حتى يصبح، فإذا سمع آذانا أمسك وإذا لم يسمع آذانا أغار بعد ما يصبح) [2]
وفي رواية أخرى: كان يغير إذا طلع الفجر وكان يستمع الآذان، فإذا سمع آذانا أمسك وإلا أغار، وسمع رجلا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (على الفطرة) ، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (خرجتَ من النار) [3]
وفي حديث عاصم المزني قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا) [4]
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبل علانية المنافقين ويكل سرائرهم إلى الله تعالى مع ما كانوا يبطنونه من الكفر، وستأتي طائفة من هذه الأدلة في كلام أهل العلم إن شاء الله تعالى.
قال الشيرازي رحمه الله: وإذا تاب المرتد قُبلت توبته، سواء كانت ردته إلى كفر ظاهر به أهله، أو إلى كفر يستتر به أهله، كالتعطيل والزندقة، لِمَا روي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا وصلوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها ولهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين) [5] .
(1) وداهم: حمل ديتهم إلى أهلهم أو عشيرتهم.
(2) رواه أحمد والبخارى.
(3) رواه أحمد ومسلم والترمذي
(4) رواه الترمذي وابن ماجة وأبوداود وابن حبان وقال الترمذي حسن غريب.
(5) حديث أنس عده بعض العلماء من المتواتر، وقد رواه من الصحابة ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما عند البخاري ومسلم، وجابر رضي الله عنه عند مسلم، وأبو بكرة رضي الله عنه عند النسائي وأبو بكرة وعمر وجرير رضي الله عنهم عند ابن أبي شيبة، وأنس وسمرة بن جندب وسهل بن سعد وابن عباس وأبو بكرة وأبو مالك الأشجعي عند الطبراني، والنعمان بن بشير رضي الله عنه عند البزار.