الإنسان قوله أنا مؤمن إن شاء الله، وقوله عن عدم الاستثناء وهذا هو المختار، وهو قول أهل التحقيق غير صحيح.
فإن القول بترك الاستثناء ما قاله أحد من السلف فيما نعلم، إلا ما نقله النووي عن الأوزاعي، وقد مر بل قول الأئمة في ذلك وأن ترك الاستثناء هو أول طريق الإرجاء، وذلك كما سبق بيانه في نقل أقوال السلف، والله أعلم.
وقال ابن تيمية رحمه الله: وأما الاستثناء في الإيمان بقول الرجل أنا مؤمن إن شاء الله، فالناس فيه على ثلاثة أقوال:
منهم من يوجبه، ومنهم من يحرمه، ومنهم من يجوز الأمرين باعتبارين، وهذا أصح الأقوال.
فالذين يحرمونه هم المرجئة والجهمية ونحوهم ممن يجعل الإيمان شيئا واحداً يعلمه الإنسان من نفسه، كالتصديق بالرب ونحو ذلك مما في قلبه، فيقول أحدهم: أنا أعلم أني مؤمن كما أعلم أني تكلمت بالشهادتين، وكما أعلم أني قرأت الفاتحة، وكما أعلم أني أحب الله ورسوله وأني أبغض اليهود والنصارى.
فقولي أنا مؤمن كقولي أنا مسلم وكقولي تكلمت بالشهادتين وقرأت الفاتحة، إلى أن قال:
وكما أنه لا يجوز أن يقال أنا قرأت الفاتحة إن شاء الله كذلك لا يقول أنا مؤمن إن شاء الله.
لكن إذا كان يشك في ذلك، فيقول: فعلته إن شاء الله، قالوا فمتى استثنى في إيمانه فهو شاك فيه وسموهم الشكاكة.
والذين أوجبوا الاستثناء لهم مأخذان، أحدهما: أن الإيمان هو ما مات عليه الإنسان، والإنسان إنما يكون عند الله مؤمنا وكافرا باعتبار الموافاة وما سبق في علم الله أنه يكون عليه، وأما قبل ذلك لا عبرة له.
قالوا: والإيمان الذي يتعقبه الكفر فيموت صاحبه كافرا ليس بإيمان، كالصلاة التي