فهرس الكتاب
الصفحة 101 من 393

بالكلية، كما قال الصحابة ابن عباس وغيره: كفر دون كفر، وهذا قول عامة السلف، وهو الذي نص عليه أحمد في السارق والشارب ونحوهم ممن قال فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه ليس بمؤمن. أ هـ [1]

قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: والولاية الكاملة تكون للمؤمنين المتقين كما قال تعالى {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} [2] ، إلى قوله رحمه الله:

ويجتمع في المؤمن ولاية من وجه وعداوة من وجه، كما قد يكون فيه كفر وإيمان وتقوى وفجور ونفاق وإيمان، إلى أن قال رحمه الله:

وقال تعالى {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} [3] والصحيح أنهم ليسوا منافقين.

وقال - صلى الله عليه وسلم: (أربع من كُنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) ، وفي رواية (وإذا ائتُمن خان) بدل (وإذا وعد أخلف) [4] .

وحديث شعب الإيمان وقوله - صلى الله عليه وسلم: (يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان) ، فعُلم أن من كان معه من الإيمان أقل القليل لم يخلد في النار، وإن كان معه كثير من النفاق، فهو يعذب في النار على قدر ما معه من ذلك ثم يخرج من النار [5] ، فالطاعات من شعب الإيمان والمعاصي من شعب الكفر، وإن كان رأس

(1) مجموع الفتاوى، ج 7/ 350.

(2) سورة يونس، الآية: 62: 64.

(3) سورة الحجرات، الآية: 14.

(4) رواه البخاري في كتاب الإيمان باب علامة المنافق.

(5) كلام ابن أبي العز رحمه الله لا ينسحب على النفاق الأكبر بدلالة قوله رحمه الله: فهو يعذب في النار على قدر ما معه من ذلك ثم يخرج من النار، ومن المعلوم أن الله تعالى قد حكم على المنافقين بالخلود في نار جهنم وأنهم لا يخرجون منها بل هم في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا، وذلك في غير ما آية في القرىن الكريم، فلا يصح إعمال هذا القول في النفاق الأكبر الذي يخرج من الملة والله تعالى أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام