فهرس الكتاب
الصفحة 77 من 477

لقد وطئ سلفنا الصالح بلاد الكفر وفرنسا وأوربا وآسيا لا جلوساً على الحانات، ولا ارتياداً للخمارات، ولا تصدراً لموائد القمار والمسارح، ولا جلوساً في مدرجات الكرة، ولا معانقة للباغيات والمومسات كلا!! بل وطئوها ليخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ظلم وجور الأديان إلى نور وعدل الإسلام، إنه لمن المحزن المبكي أن أصبحت السياحة والسفر إلى بلاد الكفار موضع افتخار بعض المخدوعين من المسلمين فهذا يفتخر أن ابتعث للدراسة هناك، أو أن له ولداً يدرس في الدول الغربية، وهذا يتبجح بقضائه الإجازة كل عام متنقلاً بين شواطئ أوروبا وسهولها وجبالها دون تفكير في النتائج أو تقدير للعواقب، ثم إن هؤلاء إذا ذهبوا ذابت شخصياتهم مع الكفار، فلبسوا لباسهم، واقتدوا بآثارهم، حتى النساء المسلمات يخلعن ثياب الستر والعفاف ليلبسن لباس الكافرات والداعرات؟!! فلماذا نعطي الدنية في ديننا؟! وكيف يستبدل المسلم الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!، وكيف يتنازل من علياء إيمانه إلى حضيض ومزبلة الكفر.

إن من أعجب العجب أن الكفار إذا جاؤوا إلى بلادنا لا يغيرون أزياءهم ولا يتحولون عنها؟! وبعض المسلمين على العكس من ذلك إذا ذهب إليهم تحول إلى عاداتهم، وجال في حاناتهم، وجاس في الملاهي والمسارح والشواطئ، يا عجباً لهؤلاء الذين ركبوا دابة السفر وامتطوا ثبج السياحة؟! يفرون من ديارهم ديار التوحيد والإيمان إلي ديار الكفر والطغيان، يهربون من ديار ملؤها الأمن والأمان إلى بلاد تتزايد فيها نسب الجرائم والقتل تزايد الثواني، يتولون عن سوح طاهرة مباركة يدوي فيها الآذان، وتعج بالتكبير، إلى ديار خواء تصلصل فيها أجراس الكنائس كل ذلك في رحلات عابثة كلها إسراف وتبذير، وليت هؤلاء حين رحلوا رحلوا دعوة إلى الله - تعالى- وتبليغ دينه، وليت هؤلاء يوم أن أنفقوا أنفقوا نصرةً للمجاهدين، أو سداً لحاجة المعوزين، أو إغاثةً للاجئين، ولكنهم - وللأسف - وأقولها بمرارة رحلوا وسافروا وساحوا للهوى والشيطان، إن أنفقوا فعلى لذة رخيصة وشهوة وضيعة، وإن جلسوا وساحوا فعلى شواطئ وأندية العراة، بل إن السائح المسلم يساوي عند الغرب وزنه ذهباً، فهو مثال للبذخ، يسكن في أرقي الفنادق، ويبذل المال في الحلال والحرام، ويتصدر موائد الخمرة والقمار.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام