فهرس الكتاب
الصفحة 471 من 477

أيها الإخوة في الله، إن من التحدّث بنعم الله وشكر آلائه - سبحانه - ما حَبا الله بلادنا الطيبة المباركة حرسها الله من مقوماتٍ شرعية وتأريخية وحضارية تجعلها مؤهلةً لتكون بلد السياحة النظيفة النقية، فهي بإذن الله قادرة على إعطاء مفهوم صحيح ووجه مشرق للسياحة التي خُيِّل لبعض المفتونين أنها صناعة الفجور والانحلال والفسق والضلال. أوليس الله قد منَّ على بلادنا بالحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين ومحطِّ أنظارهم في العالمين؟! شعائرُ الإسلام فيها ظاهرة، وأنوار التوحيد في سمائها باهرة. أوليست بلادنا تنعَم بحمد الله بالأجواء الممتعة المتنوعة والأماكن الخلابة المتعددة التي تشكِّل منظومة متألقة يقل نظيرها في العالم؟! فمن البقاع المقدسة إلى الشواطئ الجميلة والبيئة النظيفة السليمة من أمراض الخضارة المادية وإفرازاتها الحسية والمعنوية، إلى الجبال الشم الشاهقة ذات المنظر الجميل والهواء العليل والأودية الخلابة والأماكن الجذابة، مروراً بالمصائف الجميلة والصحاري الممتدة ذات الرمال الذهبية العجيبة، يتنقل المرء في روابيها، ويتنزه في نواحيها، يسعد في أجوائها، ويسافر إلى جميع أنحائها، فلا بأس بإدخال الفرح على الأهل والأولاد في سفر مباح في محيطها المبارك، أو اصطحابهم إلى بيت الله الحرام في عمرة أو إلى مسجد رسول الله في زيارة، وفي سياحة مشروعة بريئة، توصَل فيها الأرحام، وتحصل فيها الراحة والاستجمام، مع المحافظة على الخير والفضيلة، والبعد عن أسباب الشر والرذيلة.

وأهم من هذه المقومات المادية والحسية المقومات المعنوية والمميِّزات الحضارية الشرعية والخصائص الإسلامية والآداب الأصيلة العربية التي تحكي عبق التأريخ والحضارة المعطَّرة بالإيمان الندية بالمروءة والإحسان.

في بلادنا السياحة الروحانية والنزهة الربانية والمتعة الإيمانية، فهل بعد ذلك يستبدل بعض الناس الذي هو أدنى بالذي هو خير؟! في تأثيرات عقدية وثقافية، وانحرافات فكرية وأخلاقية وسلوكية، ومخاطر أمنية، وأمراض صحية ووبائية، مما لا يخفى أمره على ذوي الحجى، ولا يغيب عن أولي النهي، وبذلك يتحقق لمن ينشدون الطهر والعفاف والفضيلة والنقاء والخير والحياء والصفاء التمتع بأجواء سياحية مباحة، ويُسَد الطريق أمام الأبواق الناعقة والأقلام الحاقدة التي تسعى لجر هذه البلاد المباركة إلى ما يُفقدها خصائصها ومميزاتها ويخدش أصالتها وثوابتها.

ألا فلنشكر الله على نعمه وآلائه، ولنحافظ عليها بطاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه، حفظ الله لهذه البلاد عقيدتها وقيادتها وأمنها وإيمانها، وحماها من كيد الكائدين وسائر بلاد المسلمين بمنه وكرمه.

وأخيراً أيها الإخوة المسافرون، إذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعُد إلى أهله وبلده، آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام