والله الذي لا إله غيره ليصيبنّ العراق ما أصاب أفغانستان التي ما حكمّت القرآن والسنة والعقيدة الصحيحة أيام قوتها وبعد سقوط الاحتلال السوفيتي؛بل تناحرت أقطابها على السلطة وتبخرّ جهادها الطويل ضد الشيوعية..
ولما أعز الله طالبان في سنوات قليلة بفضله - تعالى - ثم بفضل تحكيمهم للعقيدة السلفية الصحيحة استتب الأمن حتى باتت أعظم قوة إيمانية تهدد الغرب الكافر والشرق على حدٍ سواء.. فمكروا مكراً كباراً حتى أسقطوها تحت أنظار المسلمين جميعاً.. وانظروا الآن ماذا حلَّ بهم؛هل عمرت ديارهم أمريكا؛أم كرزاي العميل؟!
حنانيك يا بغداد صبراً فربما *** يتاح لهذا الكفر سبْلٌ مطهر
ففي دار هارون الرشيد زلازل *** وآثار مجدٍ أحرقوه ودمروا
لماذا دموع الحزن لست وحيدة *** وأنت على الأيام عز ومفخر
فكل بلاد المسلمين مقابر *** وهم صور الأحجار تنهى وتأخر
تماثيل لكن ناطقات وإنما *** بلاء البلاد الناطق المتحجر
هزنا الشوق العظيم إلى بلادنا؛وشاقتنا مرابعها وعفة نسائها وحشمتهن رغم المخالفات إلا أننا لن نر ما رأيناه في (دبي) قطعا ً! شددنا الرحال!! براً على سيارة جديدة لأحدنا قدم بها من هناك فاستقبلنا رجال الجمارك السعودية استقبالاً يشبه استقبال الفاتحين في العصور الأولى للإسلام كخالد بن الوليد، وقتيبة بن مسلم، ومحمد الفاتح، وعقبة بن نافع، وموسى بن نصير!!
لا إله إلا الله.. كم يتمتعون به من الأخلاق والكرم! حتى إنهم ما قدموا لنا والله كأس شاي أو شربة ماء أو ابتسامة من طرف الشفتين..
ست ساعات كاملات ونحن نترجاهم ونتودد إليهم كي يرحموا من في الأرض يرحمهم من في السماء! ؛ فإذا ما ضاقت صدورهم منا في الثلث الأخير من الليل قام أحدهم وغاب عن مكتبه إلى حيث لا نعلم به!! ثم يعود بعد أن تخفق رؤوسنا على صدورنا من النوم الذي تحترق منه الأجفان؛ نحسُه كالملح بين أجفاننا! يعود إلينا بعد ساعات ليرانا كالذر في صور الرجال يغشانا الذل من كل مكان! ينظر إلينا شزراً.. فإذا ما قلنا له: اتق الله؛أخذته العزة بالأثم! قال: هذا النظام! فليس في قاموسهم اتق الله!. فإذا ما قلنا لهم: أين الإعفاء من الرسوم والمكوس الجمركية؛ لقد سمعنا أنه صدر أمره منذ زمن.. لم لا تطبقوه؛!
قال قائل منهم: حبر على ورق! إدفع وأنت ساكت يا مطوع!.
مبلغ إن دفعناه كله وصلنا إلى ديارنا التي تبعد (600) كيلو متراً على ظهور الحمير إن وجدنا في الربع الخالي حميراً!!
فلم نزل نتملقهم ونستدر عطفهم حتى عطفونا على جهاز الصراف الآلي؛ فأخطا صاحبي في إدخال الرقم السري لصراف شركة الراجحي ثلات مرات فغضب الجهاز فأقسم ألا يخرج لنا ريالاً واحداً! كان هذا مع أذان الفجر! ؛ وأتحدى رجلاً يخبرني أنه حدث له هذا الموقف فأنقذته شركة الراجحي المصرفية قبل مرور (24) ساعة على هذا الحدث؛ خلافاً للبنك الأهلي الذي يتواجد طاقمه على الرقم المجاني (24) ساعة يبدأ أحدهم بتحيته لك (باللهجة الجداوية المحبوبة! ) فيقول: كيف أقدر أخدمك يا عزيزي؟!