عدنا إلى ما هربنا منه.. رؤية النساء الكاشفات السوق والأعناق! ؛ وكأن الرجال لا يعرفون صنع القهوة التركية وتقديم كسرة من البسكويت معها فجاؤا بامرأة كاسية عارية... لتفتن عباد الله؛ والله المستعان!!
قضينا يومنا فيما جئنا من أجله؛ وعدنا إلى الفندق كالّين كسلانين ثم نمنا مرهقين!؛ واستيقظت قبيل الفجر بساعةٍ على سماع أصواتٍ أفزعتني؛إنها أصواتٌ فاجرة؛تنبعث من وراء الباب الذي يفصل غرفتنا عن الغرفة المجاورة؛والله لقد شعرت بقلبي سيقفز من صدري من الخوف أن تنزل بنا مصيبة؛هل عرفتم ما الأمر؟!
نعم إنه كذلك ولن أفصّل فأكون داعية شرٍ! ؛ غرستُ رأسي في المخدة وبكيت من الحزن على عرضٍ ينتهك في أعظم ساعة من ساعات الليل.. قمت وأيقظت صاحبي. وصليت الفجر ودعوت الله كثيراً أن يحفظ بلادنا من كل عبثٍ ومن مكر العلمانيين الشهوانيين الذين يريدونها مأوى لمثل هذه الفواجع!.
خرجنا من الفندق لغرضنا المنشود؛ثم رغب مضيفنا (1) (جزاه الله خيراً فما أراد إلا خيراً) أن يعشينا في (دبي) كبسة عربية أصيلة! فذهبنا في زحام السيارات الشديد.. فما أن وصلنا إلى دبي حتى اتفقت الأرض والسماء على الهيجان فثارت العواصف المدمرة ورأينا أقسم بالله سحابةً سوداء مظلمة قريبة جداً من رؤوس العمائر تسير بسرعة عظيمة فقلت في نفسي هذا عذابُ قوم عاد! رأوا مثله فقالوا" (هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا) "فقال الله - تعالى -" (بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ؛ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) "فأخذت أدعو الله - تعالى - وألحُّ في الدعاء والمطر ينزل كالقنابل والريح تدمر كلَّ شيءٍ في طريقها حتى إن الأشجار أصبحت منقعرة في الشوارع كأعجاز نخل خاوية!! ورأيت السيارات كعلب الكرتون تتلاعب بها الريح؛ والناس يكاد المرأ منهم أو المرأة أن يستقل من الأرض؛ ولا سيما أصحاب الأجسام العظيمة النحول مثلي! صرخت في وجوه أصحابي: أرجعونا إلى الشارقة على الأقل نموت بها خيراً من أن نقضي نحبَنا هنا بين النساء العاريات!!. ؛ ضحكوا مني وحملوني قسراً إلى المطعم؛ فوصلناه بعد أن فقدنا الأمل في وصوله!.
في اليوم الثالث (يوم الخميس) نزلنا كعادتنا نطوف ونسعى ابتغاء حاجاتنا وكان الجو ماطراً جميلاً جداً.. ثم عدنا إلى الفندق ليلاً لنستريح من هم الـ.. بل من كل الهموم!. فما أن دخلنا حتى رأيت أمراً عظيماً (أضيفوه إلى قائمة المآسي التي قرأتم) رأيت رجلاً يعتلي منصة في (لوبي) الفندق ويحمل بيده آلة العود وبين يديه رجال كثير ونساء؛ اكتظ بهم البهو؛ والأخ يطربهم بصوتٍ كأنكر ما أنت سامع وقد ذكره الله في القرآن في سورة لقمان! (3) .
التفتُّ لصاحبي مستنكراً وقبل أن أفتح فمي دفعني بقوةٍ إلى المصعد (يعني مللنا من انتقاداتك) .. كان هذا ليلة الجمعة؛ الليلة التي ينبغي أن يُكثر من الصلاة والسلام فيها على سيد الأنام..