فهرس الكتاب
الصفحة 393 من 477

ومعلوم أن الآيات الكريمات التي وردت بلفظ السياحة في القرآن الكريم تعني (الصيام) كما ذهب إليه جمهور المفسرين وعلى رأسهم الحبر ابن عباس، وعائشة - رضي الله عنهما -، ومجاهد وسعيد بن جبير وعطاء بن رباح والضحاك وابن عيينة وغيرهم. وأعني الآيات الواردة في سورة التحريم (ا) (مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً) وسورة التوبة (2) (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون.. الآية) .

وإليك أخي القارئ هذه النماذج التي تدل على سماحة الإسلام و أن من خصائصه الشمول والتوازن، فلم يطغ فيه جانب على حساب آخر.

• سماحة الإسلام وإبراز محاسنه المتمثلة في:

سماحه - عليه الصلاة والسلام - لعائشة اللعب بالبنات مع صويحباتها - مع جلالة قدره ومكانته عند الله، فداه أبي وأمي ويأتي التعليل قاطعاً الطريق على دعاة الرهبنة والكهنوت (لتعلم يهود إن في ديننا فسحة، إني بعثت بحنيفية سمحة) (3 ) ) .

• دعوة إلى محاربة الرتابة والروتين:

إن التبسط مع الأبناء والزوجات وإدخال الأنس عليهم والمزاح معهم لا يعني بالضرورة أن الشخص قد انسلخ عن طابع الجدية والفطرة السوية،، بل هو مما جبلت عليه الفطر السليمة، وهو الذي يتوافق مع ما دعت إليه الشريعة من الموازنة بين احتياجات الروح والبدن، يقول - عليه الصلاة والسلام - لحنظلة- الذي جاءه يشكو قساوة قلبه وعدم ثباته على الحال التي يكون عليها قلبه حين يكون مع المعلم القدوة صلوات ربي وسلامه عليه- حين ينقلب إلى أهله فيعافس الأزواج والأولاد والضيعات نا سياً ما وعظ به عند الحبيب المصطفى - عليه السلام -، فيأتي الإرشاد (والذي نفسي بيده! أن لو تدومون على ما تكونون عندي من الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة يرددها ثلاث مرات) (4) .

• إدخال البهجة والسرور في نفوس الناشئة:

إن مما تواترت روايته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حبه مداعبة الصغار وإدخال السرور عليهم والاحتفاء بهم، ولعل في قصة الحسن والحسين اللذين كانا يحظيان برعاية خاصة من جدهما - عليه الصلاة والسلام -، ترجمة واضحة ودعوة صريحة، للاهتمام بالناشئة وصغار السن، وقد أخذ ذلك عنه الصحابة رضوان الله عليهم فكانوا يلاعبون أطفالهم، ويتوددون إليهم بالهدايا والمنح، فأين نحن من هذه النماذج الحية، حيث حل التجهم والعبوس مكان البسمة والانشراح، بحجة أن ذلك يتعارض مع هيبة الرجل وشخصيته.

• دعوة إلى كمال الأجسام ورياضة الأبدان:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام