فهرس الكتاب
الصفحة 383 من 477

مسكين أنت أيها اللبناني الذي تنتظر الدعم والنصر من دول العالم الغربي، بينما في الحقيقة لست أول شعب يقتل ويباد فلقد سبقك الفلسطيني والعراقي وهاهو دورك الآن يأتي لتقف أمام عدسات مصوري العالم الذين يتسابقون في نقل مناظر الدم والجثث عبر الأقمار الاصطناعية.. كل هذا والعالم ينظر بإمعان وكأنه يشاهد فيلماً من أفلام الرعب التي تنتجها هوليود وتكلفها ملايين الدولارات، وهو إذا أخذته النخوة رفع صوته بالاستنكار في بعض الأحيان وبتقديم المساعدات في أحيان أخرى... وكأن من يقتل ليس بإنسان، مع أن هذه الدول نفسها تتبجح بدفاعها عن حقوق الإنسان وتبرم الاتفاقيات الدولية التي تحمي المدنيين أثناء الحروب، أين تطبيق هذه الاتفاقيات في لبنان وقبلها في فلسطين, وأفغانستان, والعراق؟ أين حماية حق المدنيين والناس يقتلون في هذه الدول مثل الجراد؟ أين كل هذا إن لم يكن مجرد شعارات واهية لا تطبق إلا على الدول الفقيرة والنامية ودول العالم الثالث والتي من بينها دول العالم العربي والإسلامي؟

أخيرا، مسكين أنت أيها اللبناني التي تفتخر بعروبتك وتنتظر الدعم من حكام وشعوب الدول العربية العاجزين حتى عن حماية أنفسهم، فالحكام مشغولون بحماية كراسيهم، والشعوب إما مقموعون عاجزون عن الوقوف في وجه حكامهم، وإما مشغولون بزيادة أموالهم التي كان للحرب فضل في زيادتها،"فمصائب قوم عند قوم فوائد"، وإن كانت خسارة بعض هؤلاء أكبر، فهم خسروا بلدا كانوا يعتبرونه متنفسا لهم ينفقون فيه أموالهم في وجوه العصيان والفسوق المنتشرة بكثرة في بلد قائم على"السياحة".

ما ورد سابقا يمثل صورة من صور هذا الشعب المسكين، ولكن ما لا يجب أن ننساه أن هناك في الجانب الآخر صورة مشرقة لذلك اللبناني المقاوم الذي رفض الاستكانة والذل وأدرك من هو عدوه الحقيقي ووجه حربه ضده وكسر بذلك أسطورة جيش لا يقهر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام