وحول خطورة هذه الظاهرة يقول د. عبد الرحمن:"خطورتها تنعكس على المجتمع ككل؛ لأن الشباب يقلد بعضهم البعض، وستصبح هذه الزيجات مغرية لكثير من الشباب خاصة المحبطين منهم بسبب فشل المجتمع في منحهم العمل المناسب، وإخفاقهم في الزواج من فتيات في نفس أعمارهم؛ لطلبات الأهل التي لا تنتهي من شبكة ومهر وشقة، فأصبح الشاب يرى في هذه الزيجات كل المغريات، وهذه الزيجات ستؤدي إلى تزايد نسب العنوسة بين الفتيات اللاتي هن أولى بهؤلاء الشباب".
وعن إيجاد حلول لهذه الظاهرة يقول د. عبد الرحمن:"على المسؤولين في هذه المدن الساحلية إطلاق حملة للتوعية بأخطار الزواج من أجنبيات، ومواجهة الظاهرة، والحد من تناميها، ولابد وأن تتضمن الحملة الاستعانة بالعلماء والمؤسسات الإسلامية، ولجان المرأة بالأحزاب، ومؤسسات المجتمع المدني لإقناع الشباب في سن الزواج بأفضلية الاقتران بفتيات البلد المصريات".
بينما بالنسبة لمدينة الأقصر، ولأن شباب هذه المدينة أصبحوا يتركون الزواج من بنات بلدهم، ويتزوجون من أوروبيات سائحات في بلادهم مقابل المال أيضاً؛ فإن د.سمير فرج - رئيس المجلس الأعلى للأقصر - صرح أن نسبة زواج الشباب في المدينة من أوروبيات مسنات وغير مسنات في الفترة الأخيرة بلغ نحو 40% من أجل حلم الحصول على أموالهن، غير حلم السفر للخارج، وأكد د. فرج أن المجلس المحلي بمدينة الأقصر يسعى إلى الحد من ظاهرة الزواج من أجنبيات؛ بسبب انتشار العنوسة بين الفتيات، فلم يعد الشاب يتزوج من قريبته لارتفاع تكاليف الزواج، وتدهور الأوضاع الاقتصادية بصفة عامة، ورغبة الشاب في التخلص من الفقر، وأيضاً كتسهيل له للسفر إلى الخارج؛ فالشاب يعتقد أن زواجه من أوروبية سيحل كل مشاكله، وأشار د. فرج إلى أنه"لا بد من توفير فرص عمل للشباب في مدينة الأقصر كي يستطيع بناء حياته، وتكوين مستقبله".
مفاهيم وقيم غائبة:
وتوجهنا إلى الشيخ"خالد عبد الله"لتفسيره هذه الظاهرة من الناحية الدينية فقال:"أؤكد أولاً أن إقدام الشباب على الزواج من أجنبيات مسنة أو غير مسنة من أجل الانتفاع بمالها أو بجنسيتها يأتي نتيجة ظروف الحياة وتقلباتها؛ إذ أصبح العصر مادياً أكثر منه زمناً للقيم والفضائل، وطغيان الماديات وسيادة القيم الاستهلاكية هما المتهمان في انجراف الجيل الجديد وراء هذا المبدأ الذي يجعلهم يتزوجون وفق النظرة النفعية، ويتناسون الهدف الأسمى من وراء الرباط المقدس؛ فمن الضروري توعية الشباب تربوياً واجتماعياً بمفهوم الزواج الصحيح الذي يكفل دوام العشرة، ومن المهم تربية أبنائنا وبناتنا على القيم الفاضلة".